بسم الله الرحمان الرحيم
مصيبة ، كارثة ، ... صبت على مجتمعنا الجزائري ... وعلى رجاء ابن باديس رحمه الله الذي رأى فيه إشراقة النور لبلدنا العزيز
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا **وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْوبعدما كانت هذه المصيبة تقتصر على فئة شباب يائس لم ير أحلامه تتحقق ، واستسلم لواقعه المرير وأيّد فكرة الغرق والحرق ... ولم يستطع أن يعي قوله رحمه الله :
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا **وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
هاهي تتجه الآن وبدون سابق إنذار نحو البراعم والناشئين من أبنائنا وهم على مقاعد الدراسة
لقد أروعني وأحزنني كثيرا ما سمعته اليوم من تلميذ يتمدرس في السنة الرابعة إبتدائي، قال لي : بعدما إلتقت أمي مع أستاذتي واطلعت على نتائج الفصل الأول صبيحة الخميس وهممت بالخروج جاءني صاحبي في الصف وقال لي إنّ أمه تتكلم مع الأستاذة وستعرف بأن نتائجي متدنية ولا مفر من عقابها فسأخرج إلى الطريق وأرمي بنفسي أمام سيارة لعلي أموت وأنجو من عقابها وإذا لم أفلح فسأذهب إلى البيت وأدخل غرفتي وأبدأ بخنق نفسي إلى الموت.
في نفس اليوم الخميس 19 ديسمبر 2013 حادثة بإكمالية " .... " ببئر مراد رايس تلميذة في السنة الثانية متوسط تنتحر بشربها لأقراص.... أخذت على جناح السرعة إلى مستشفى القبة ولكن شاء القدر أن ترتفع روحها إلى بارئها، وأخرى رمت بنفسها من الطابق الثاني من العمارة وواثنان في البليدة وغيرهم ....مما سمعنا ومما أطلعتنا عليه الصحف.
كثيرة هي الحوادث والأحداث التي نسمع عنها ونراها يوميا في وسط التلاميذ بحكم عملي ، وجمَّ هي الأسئلة التي تجول في بالي ، من المسؤول ؟ كيف نعالج الظاهرة ؟ من أين نبدأ ؟ ما الذي يمكن فعله كأب أو كأستاذ كإمام كشرطي كطبيب كمواطن كـ ..كـ... ؟
قرأت عن حكم الدين في الظاهرة، لكن أن يستوعب تلميذ لا يتجاوز سنه عشر سنوات الحكم صعب جدا، ... أن تمنع الأطفال والمراهقين عن متابعة القنوات الفضائية وما تحمله من أفكار في برامجها ورسوماتها الهمجية (الرسوم المتحركة ) وأفلامها العنيفة ومسلسلاتها السالبة للعقول .. صعب .. أن تبعدهم عن الأنترنيت والخارب بوك (الفايسبوك) ... صعب ..
أيها الأولياء .. أيها المسؤولون ... " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته "
ألم تسمعوا ناقوس الخطر .. أم تنتظرون حتى تصل المصيبة إليكم لعلكم تشعرون بها ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق